لم يعد المستقبل وعداً ضمن أفلام الخيال العلمي، بل أصبح خطة عمل يومية تتبناها مدن مثل أبوظبي، دبي، الرياض والدوحة. التحوّل التقني السريع يجعلنا نقف على عتبة عصر جديد من التنقل الذكي، حيث تختفي الإشارات، وتتحول الطرق إلى شبكات حسّاسة، وتشارك السماء في حركة المواصلات.
🔹 ثورة الأنظمة الذاتية تبدأ من أبوظبي
في إطار معرض DRIFTx 2025، أعلنت «أبوظبي للنقل المتكامل» عن توقيع تسع اتفاقيات استراتيجية تهدف إلى بناء شبكة تنقل ذكية تشمل:
حافلات ذاتية القيادة تعمل في شوارع العاصمة.
سيارات روبوتية مجهزة بأنظمة رؤية متقدمة.
درونز للمراقبة والتحكّم بحركة المرور.
مركبات بحرية ذكية قادرة على التنقل بدون طاقم بشري.
هذه الخطوة تمثل بداية الانتقال من “النقل التقليدي” إلى المنظومة الذاتية الشاملة حيث يصبح الدور الإنساني إشرافياً أكثر منه تشغيلية.
🔹 الحماية السيبرانية: قلب المدن الذكية
مع توسّع الاعتماد على الأنظمة الذاتية، يصبح الأمن السيبراني عاملاً حاسماً. لهذا أُبرمت شراكة مباشرة مع مجلس الأمن السيبراني في الإمارات بهدف:
حماية قواعد بيانات الطرق والمركبات.
منع أي اختراق قد يعرّض البنية التحتية للخطر.
تطوير بروتوكولات أمان جديدة مخصصة للنقل الذكي.
الأمر لم يعد مجرد “تقنية”، بل بنية وطنية حسّاسة تتطلب أعلى مستويات الحماية.
🔹 المركبات الطائرة… خطوة أقرب مما نتصور
ضمن الاتفاقيات، تم التفاهم مع شركة SkyDrive اليابانية لدراسة تشغيل الطائرات الكهربائية eVTOL داخل الإمارات.
هذه المركبات:
تقلع وتهبط عمودياً.
تعمل بالكهرباء.
تستهدف نقل الأفراد داخل المدن بسرعة مضاعفة.
تخيّل أن تنتقل من أبوظبي إلى دبي في 15 دقيقة… بدون ازدحام، وبدون ضوضاء محركات الطائرات التقليدية.
هذا ليس مشروعاً خيالياً، بل دراسة تشغيل رسمية قيد التنفيذ.
🔹 روبوتات صغيرة… شاحنات ذكية… ودوريات من دون بشَر
الاتفاقيات شملت أيضاً:
روبوتات توصيل صغيرة تعمل في المسارات الداخلية للمجمعات السكنية.
شاحنات ذاتية القيادة لنقل البضائع بين الموانئ والمخازن.
درونز تنظيم المرور التي ترصد الازدحام وتقترح حلولاً لحظية للطرق.
كل هذا يشكّل ما يسمى اليوم بـ شبكات التنقل التنبّئي — نظام يتوقع المشاكل قبل حدوثها ويقترح مسارات بديلة في ثوان.
🔹 ماذا يعني هذا للمستخدم العادي؟
عصر “السائق الشخصي” يقترب من نهايته.
المدن الذكية لن تغيّر طريقة التنقل فقط، بل ستغيّر:
نمط العمل (العمل أثناء التنقل المريح).
الرحلات اليومية (بدون ازدحام وبدون انتظار).
الخدمات العامة (ركاب أقل… تخطيط أفضل… تجربة أسرع).
المستقبل لا يتحرّك… بل ينطلق بسرعة فائقة، والشرق الأوسط يثبت أنه لاعب أساسي في تشكيل هذا المستقبل.
“المستقبل الآن” ليس شعاراً إعلامياً، بل مشروعاً واقعياً تعتمده حكومات المنطقة.
وبين المركبات ذاتية القيادة والطائرات الكهربائية والأمن السيبراني المتطور… نحن أمام ولادة جيل جديد من المدن الذكية، مدن تُدار بالبيانات والذكاء الاصطناعي، لا بالإشارات والحواجز.
