تراجع سهم تيسلا ليواصل أداءه المتعثر منذ مطلع عام 2024، لتثير هذه الخسائر مخاوف المستثمرين، إذ أعرب أحد المحللين البارزين عن شكوكه حول ما إذا كان المستثمرون الذين انجذبوا في البداية إلى مكاسب شركة صناعة السيارات الكهربائية سيفقدون الثقة قريبًا ويتخلون عنها.
أدنى مستوى منذ عام
انخفض سهم تيسلا بأكثر من 2% اليوم ليصل إلى أدنى مستوى له خلال اليوم منذ 27 أبريل/نيسان 2023 عند 156 دولارًا للسهم.
ونتيجة لانخفاض سهم الشركة بنحو 38% منذ بداية 2024 تراجعت القيمة السوقية لشركة صناعة السيارات الكهربائية من 790 مليار دولار إلى 490 مليار دولار، مبتعدة عن ذروة قيمتها السوقية التي سجلتها في أواخر عام 2021 عندما تجاوزت تريليوني دولار.
وانخفض سهم تيسلا بنسبة 2% أو أكثر خلال ست من أصل 12 جلسة تداول في أبريل/نيسان، ما ألقى بظلاله على المستثمرين.
يأتي الانخفاض الأخير في سعر سهم تيسلا بعد إعلان الشركة خططًا لخفض قوتها العاملة بأكثر من 10%.
ويأتي هذا القرار في أعقاب تسجيل الشركة أبطأ نمو ربع سنوي في التسليم منذ بدء الجائحة.
بالإضافة إلى ذلك جاء انخفاض السهم قبل أسبوع واحد فقط من الموعد المقرر لإعلان تيسلا أرباح الربع الأول لعام 2024.
ويتوقع المحللون أن نتائج الأرباح القادمة هذه من المحتمل أن تكون مخيبة للآمال مقارنة بسجل تيسلا السابق من الأرباح الكبيرة والتوسع في المبيعات.
نظرة محللي السوق
أعرب المحلل في دويتشه بنك، إيمانويل روزنر، عن مخاوفه بشأن أرباح تيسلا القادمة مسلطًا الضوء على احتمال حدوث تحول استراتيجي كبير في تركيز الشركة.
وأشار روزنر إلى إمكانية إعطاء تيسلا الأولوية للمبادرات الأكثر تجريدًا مثل سيارة الأجرة ذاتية القيادة بدلًا من السيارات الكهربائية اقتصادية التكلفة المرتقبة.
وإذا أخرت تيسلا أو ألغت فكرة السيارة الكهربائية الاقتصادية إلى أجل غير مسمى يعتقد روزنر أن هذا قد يؤدي إلى تغيير كبير في قاعدة مستثمري الشركة.
قد يفقد المستثمرون الثقة ويبيعون أسهمهم، ما يؤدي إلى تحول جذري في قاعدة الملكية وتغيير هؤلاء بمستثمرين في مجال الذكاء الصناعي أو التكنولوجيا.
يعكس روزنر الذي حافظ على السعر المستهدف عند 189 دولارًا لتيسلا ما يشير إلى ارتفاع محتمل بنسبة 20%، المخاوف المتزايدة بين محللي وول ستريت بشأن أداء الشركة في أعمالها الأساسية للسيارات الكهربائية.
تواجه تيسلا تحديات في الحفاظ على حصتها في السوق وسط سوق السيارات الكهربائية العالمية التنافسية.
أحد المخاوف المهمة هو تضاؤل قدرة تيسلا على توليد أموال كبيرة، الأمر الذي كان عامل جذب رئيسي للعديد من المستثمرين المهتمين بالشركة.
في عام 2021 انخفض التدفق النقدي الحر لشركة تيسلا إلى 4.4 مليار دولار، وهو انخفاض ملحوظ من 7.6 مليار دولار عام 2022.
وتشير توقعات المحللين إلى أن توليد التدفقات النقدية في تيسلا سينخفض بقدر أكبر إلى 3.6 مليار دولار عام 2024، وهو ما يمثل أضعف أداء لها منذ 2020.
ماسك يخسر 66 مليار دولار
خسرت ثروة الرئيس التنفيذي لتيسلا وأكبر مساهم فردي في الشركة، إيلون ماسك، نحو 66 مليار دولار منذ بداية العام، وفقًا لتقديرات فوربس.
أصبحت تيسلا مهددة بفقدان لقب شركة السيارات الأكثر قيمة سوقية في العالم الذي احتفظت به منذ أوائل 2020.
تبلغ القيمة السوقية للشركة الآن نحو 490 مليار دولار، أي أعلى بنحو 170 مليار دولار من شركة تويوتا التي تبلغ قيمتها السوقية 320 مليار دولار.
ومع ذلك، فإن هذه الفجوة آخذة في التقلص إذ بلغت نحو 540 مليار دولار بحلول نهاية 2023.
فوربس