في ظل التحولات الجذرية التي يشهدها الشرق الأوسط عمومًا، والمملكة العربية السعودية خاصةً، برز دور فاعل للمرأة السعودية في ميدان الريادة والأعمال، حيث تجاوزت حدودًا تقليدية كانت حكرًا على الرجال، لتصبح رائدة في مجالات متعددة، من التكنولوجيا إلى الصناعات الإبداعية والخدمية.
وعلى مر السنين، واجهت المرأة السعودية تحديات متعددة، تتعلق بالأعراف الاجتماعية والقيود الثقافية والتشريعية لكن بفضل العزيمة والإصرار ورؤية القيادة السعودية الرشيدة والحكيمة، نجحت العديد من النساء في تحطيم هذه الحواجز، مؤسِسات بذلك مشاريع ناجحة ومبتكرة في مختلف القطاعات، من التكنولوجيا إلى الصناعات الإبداعية والخدمية.
وقد أحدثت رؤية 2030 نقلة نوعية في دور المرأة السعودية بتمكينها اقتصاديًا واجتماعيًا، من خلال التشريعات الجديدة والمبادرات المختلفة، لتسهم في خلق بيئة داعمة لريادة الأعمال النسائية، ما يعزز مكانة المرأة كعنصر فعال ومؤثر في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة في المملكة، إذ تضع الرؤية ضمن أولوياتها تمكين المرأة وزيادة مشاركتها في سوق العمل من 22% إلى 30% بحلول عام 2030.
هذه الرؤية لا تقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط، بل تمتد لتشمل التعليم والصحة والرياضة، ما يسهم في خلق بيئة مواتية لنمو وازدهار المبادرات النسائية.
إن استجابة وتفاعل القطاعين العام والخاص مع رؤية التحديث التي رسمتها القيادة السعودية، وإدراك القطاعين لأهمية دعم النظم البيئية لريادة الأعمال النسائية، من خلال تقديم الدعم المالي والتدريبي، وتسهيل الوصول إلى الأسواق وشبكات الاتصال، لم يعزز فقط من قدرة المرأة على المنافسة في سوق العمل، بل ساهم أيضًا في خلق بيئة أكثر تنوعًا وشمولية، تُقدر الابتكار والإبداع، وتؤكد قصص النجاح التي تلهم وتحفز على الإبداع والتغيير.
إن الريادة النسائية لا تقتصر على الإنجازات الاقتصادية، بل تمتد لتشمل التأثير الاجتماعي والثقافي، فالمشاريع النسائية تميل إلى إيلاء اهتمام خاص بالمسؤولية الاجتماعية، سواء من خلال توفير فرص عمل للنساء في المناطق البعيدة أو من خلال دعم قضايا مثل الصحة والتعليم.
وتُعد قصة نورة الفايز، التي شغلت منصب نائب وزير التعليم، وأحد الأمثلة على القيادات النسائية التي ساهمت في تعزيز دور المرأة في التعليم والمجتمع بمبادراتها، وساعدت في توسيع فرص التعليم للفتيات، من بين الأمثلة الملهمة التي تؤكد قدرة المرأة السعودية على الابتكار والتكيف مع التحديات، وخلق أثر إيجابي في المجتمع.
كذلك لجين العبيد، رائدة الأعمال التي كان لها دور كبير في تشجيع الابتكار وريادة الأعمال بين النساء والشباب في المملكة. وتعد مشاريعها مثالًا على كيفية استفادة المرأة والشباب من الفرص التي قدمتها رؤية 2030.
وهدى الغصن، التي تعتبر من النماذج البارزة للمرأة في القطاع الإداري والمالي، إذ تبرز قصتها كيف أتاحت رؤية 2030 المزيد من الفرص للمرأة لتتبوأ مناصب قيادية في القطاعات المختلفة، ليس داخليًا فقط بل عالميًا.
فها هي خلود المانع التي اختارتها المنظمة الدولية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة سفيرة لتمكين المرأة في العالم ليتجاوز تأثير دور المرأة السعودية حدود المملكة.
غاية القول، أن المرأة في السعودية تقود اليوم مسيرة الابتكار والتغيير، مؤكدة أن الريادة ليست حكرًا على جنس أو ثقافة معينة. مع كل قصة نجاح، تفتح المرأة الريادية آفاقًا جديدة للأجيال القادمة، مؤسسة لمستقبل يسوده التوازن والتنوع والشمولية.
إن دعم وتمكين المرأة في مجال الريادة ليس فقط واجبًا اجتماعيًا واقتصاديًا، بل هو استثمار في مستقبل المنطقة بأسرها، ومع استمرار تنفيذ رؤية 2030، من المؤكد أن تشهد المملكة مزيدًا من التقدم في مجال تمكين المرأة.
فوربس